النظام السياسي الأمريكي
النظام الأمريكي.
إن النظام السياسي الأمريكي
قد تأسس بعد مناقشات ساخنة لحوالي ثلاثة عشر عاما ، أي الفترة بين اعلان الاستقلال
من لاستعمار البريطاني وانتخاب أول رئيس ، وهذه المناقشات تدور حول الدستور ووضع
بنوده ، وهذا الدستور تم وضعه سنة 1787م الذي مازال في أوج مجده ، حيث لم يتم
تعديل منه إلا بعض البنود الأقل أهمية مع استمرار بنوده الجوهرية كما كانت قبل
أكثر من قرنين من الزمن ، والنظام الأمريكي هو نظام فدرالي رئاسي تشريعي ديمقراطي
جمهوري ، الذي يقوم على أساس الاستقلال المطلق بين السلطات ، مع التوازن والمساواة
فيما بينها . وهذا التوازن يتبين من خلالعدم إمكانية تأثير إحداهما
على الأخر وذلك بحكم الاستقلالية وليس بحكم وسائل التأثير المتبادل مثلما هو الحال
في النظام البرلماني .
يعتبر النظام الأمريكي
النموذج المثالي للنظام الرئاسي ، ويمثل فيه الرئيس أقوى رجل في الدولة وزعيم الأمة
حيث ينتخب من طرف الشعب ،وهو صاحب السلطة الفعلية والقانونية للسلطة التنفيذية
لأنه يتمتع باختصاصات واسعة
ومتنوعة تشمل كل مناحي السلطة التنفيذية ، وهذا راجع إلى كون النظام الرئاسي لا
يوجد فيه مجلس وزراء كما في النظام البرلماني ، لذلك فالرئيس هو الذي يقوم بحماية
الدستور وتطبيق القوانين واقتراح مشروعاتها ، وهو الذي يعين وزرائه ويعزلهم ويحدد
اختصاصاتهم كيفما يشاء،ولا يلتزم عند وضعه لسياسة الدولة باستشارة وزرائه ، كما أنه القائد الأعلى للقوات
المسلحة في حالة الحرب و له
أن يدخل القوات في عمليات حربية لحماية مصالح الدولة و يتولّى مهام الجهاز الإداري
و يختص بالشؤون الخارجية لأنه المسؤول الرئيسي عن العلاقات بين الولايات المتحدة
الأمريكية والدول الأجنبية بتكليفه بمهام من قبيل تعيين السفراء والقناصل واستقبال
السفراء الأجانب ، ويجري اتصالات رسمية بحكوماتهم، أي هو الذي يتولى تحديد السياسة
العامة للدولة والحكومة ، في حين أن مهمة الوزراء تقتصر في تطبيق هذه السياسة ،
لكن في المقابل فلا يحق لرئيس الدولة دعوة البرلمان إلى الانعقاد أو تأجيل اجتماعه
أو إنهاءه كما لا يحق له حل البرلمان.
إلى جانب السلطة التنفيذية
التي يتولاها رئيس الدولة فإن هناك سلطة تشريعية مستقلة عنها كما قلنا سابقا والتي
يتولاها الكونغرس الذي هو الاخر له عدة اختصاصات تتمثل في توليه مهمة وظيفة
التشريع وتعديل الدستور و
ينتخب الرئيس في حالة عدم حصول أحد المرشحين على الأغلبية كما تنوط له مهمة
الصادقة على الميزانية ،
فإذا كان الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة فإن الكونغرس يختص بإعلان الحرب
والتجنيد وإنشاء القوات المسلحة ، وهذا الكونغرس يتكون من مجلسين هما مجلس الشيوخ
ومجلس النواب وكلا المجلسين يشتركان في ممارسة السلطة ، لكن مع ذلك فإن مجلس
الشيوخ يتميز ببعض الاختصاصات عن مجلس النواب وساعد عن ذلك قلة أعضائه ( 100عضو )
أي عضوين لكل ولاية ما يمنحهم فرصة أكبر لتحقيق التفاهم حول القضايا المناقشة
والمطروحة بينهم ، ومن بين هذه الاختصاصات الممنوحة لهذا المجلس ، كونه يشترك مع الرئيس في تعيين الوزراء
و كبار الموظفين كالسفراء و قضاة المحكمة العليا
و المصادقة على المعاهدات لأن نائب
الرئيس الأميركي هو رئيس مجلس الشيوخ لكنه نادرا ما يرأس اي جلسة الا في حالة وجود
تعادل في الأصوات حول تشريع معين فإن
صوته في هذه الحالة يكسر هذا التعادل. أما بالنسبة لمجلس النواب فإنه يمثل الولايات
حسب الكثافة السكانية و لكل 400 ألف مواطن نائب ويتكون لحد الان من 435 نائب أو
عضو ، كما ان رئيس هذا المجلس هو ثالث شخص الى البيت الأبيض ، النائب الثاني
للرئيس بعد رئيس مجلس الشيوخ ، ويعرف هذا المجلس بمجلس الشعب لكونه أكثر التصاقا
بهموم الشعب الأمريكي.
على ما سبق تعتبر المحكمة
العليا هي الاخرى سلطة لكنها سلطة قضائية ، مهامها حل النزاعات التي تكون فيها الدولة أو الوزير طرفا.أما صلاحياتها
كهيئة استئناف تمتد إلى المحاكمات المطروحة أمام المحاكم الفدرالية،وبعض القضايا
المطروحة أمام محاكم الدول الأعضاء .
مجمل القول فالولايات المتحدة الأمريكية هي البلد
النموذجي للنظام الرئاسي بإعطائه لكل
ولاية درجة شبه كاملة من الإستقلالية كما أن النظام الفدرالي ما يزال يقف على
العمود التشريعي والمتمثل في الكونغرس والعمود التنفيذي أي البيت الأبيض ثم المحكمة
العليا كعمود قضائي
النظام السياسي الأمريكي ;
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق