العلمانية : مفهوم العلمانية
العلمانية : مفهوم العلمانية
العلمانية : مفهوم العلمانية
العلمانية : مفهوم العلمانية
العلمانية : مفهوم العلمانية
: ما هي العلمانية ؟ وما هي أوجه التقارب بينها وبين الليبرالية؟
وهل تمت تعارض بينها وبين الدين السياسي؟
الكل في العقود الأخيرة يتحدث عن العلمانية ومجموعة من
النقاشات والندوات ودوائر مستديرة ومحاضرات وغيرها نجد فيها مصطلح العلمانية يكثر
ذكره على المصلحات الأخرى ، إن لم يكن عنوان النقاش ، لكن رغم ذلك لا يزال هذا
المصلح يطبع الغموض في مفهومه، رغم استماعنا بمجتمع علماني أو مجتمع إسلامي على
أساس التناقض ، وبهذا نسأل عن مفهوم العلمانية؟ وما هي أوجه التقارب بينها وبين
الليبرالية؟ وهل تمت تعارض بينها وبين الدين السياسي؟
تعتبر العلمانية من المفاهيم العويصة وصعبة الفهم نظرا
لحداثتها وشموليتها لمجموعة من الأعمال المرتكزة على الحداثة ، حيث هناك من ربطها
بالعالم ، كما أن هناك من ربطها بالعلم، ومن اعتبر العالم مصدرها فهو ركز أساسا
على فتح حرف العين لكلمة العلمانية ، في حين أن الآخرون ركزوا على النصف الأول
للكلمة (العلم).
لكن في الوقت الذي يميل فيه مصطلح العلمانية إلى العلم في
اللغة العربية فإن في اللغة الانجليزية فلا علاقة بينهما لأن العلمانية في إطار
هذه اللغة هي Secularisme، وهذا التعبير لا صلة له بالعلم
لأن العلم في كل من الانجليزية والفرنسية Science ، والمذهب
العلمي يطلق عيه Scientisme في حين أن هذه الكلمة (secularisme) فهي اللادينية أو الدنيوية.
وبهذا فالمعنى الصحيح للعلمانية هو فصل الدين عن الدولة
، أو فصل بين الدين والحياة مع نزع القداسة عن المقررات الدينية، مع قصر الدين على
جانب الشعائر التعبدية الفردية باعتباره علاقة خاصة بين الإنسان وربه.
من خلال تعريفنا هذا يتضح لنا أن العلمانية مصطلح يميل
إلى مصطلح الليبرالية ، خاصة وأن هذه الأخيرة مذهب فكري يركز على الحرية الفردية،
على اعتبار أن مهام الدولة أو وظيفتها تكمن في حماية حريات المواطنين من قبيل حرية
التفكير والتعبير والحرية الشخصية وغيرها.
والمذهب الليبرالي يقوم على أساس علماني يعظم
الإنسان ، ويقول جميل صليبا "ومذهب
الحرية (Liberalism) أيضا مذهب سياسي فلسفي يقرر أن وحدة الدين ليست ضرورية للتنظيم
الاجتماعي الصالح، وأن القانون يجب أن يكفل حرية الرأي والاعتقاد"1، وقد نشأت الليبرالية كردة فعل ضد مظالم الكنيسة
والإقطاع، ثم تشكلت في كل بلد بصورة خاصة ، وكانت وراء مجموعة من الثورات في
العالم ، كالثورة الانجليزية والفرنسية والأمريكية.
يمكن أن نقول أن هناك تعارض بين العلمانية والدين
السياسي، خاصة وأن العلمانية تدعو إلى فصل الدين عن الدولة في حين أن الدين
الاسلامي مثلا كما قال ابن تيمية ،يتضمن الاستسلام لله وحده، فمن استسلم له ولغيره
كان مشركا، ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته، والمشرك به والمستكبر عن
عبادته كافر، والاستسلام له وحدة يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده، وهذا دين الاسلام
الذي لا يقبل الله غيره وذلك إنما يكون بأن يطاع في كل وقت بما أمر به في ذلك
الوقت.
ولا شك أن العلمانية بما تتضمنه من رفض الاستسلام لله
وحده، وإعلان الكفر بمرجعية وحيه في علاقة الدين بالدولة، ورفض الدخول ابتداء تحت
دائرة التكليف فإنها بهذا تكون منازعة لدين الإسلام في أصله، ومناقضة له في أساسه
ولبه2.
مجمل القول إن العلمانية تعني فصل الدين عن الدولة، وليس
هناك فرق كبير بينها وبين الليبرالية لأن هذه الأخيرة ترتكز على الحرية الفردية خاصة
حرية الاعتقاد، داخل الدولة كيفما كانت.
==============
1-سليمان
بن صالح الحراشي، حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها ص13
مأخوذ من المعجم الفلسفي 1/465
2-دكتور
صلاح الصاوي، موقف الإسلام من العلمانية ، دار الندوة العالمية للشباب الإسلامي
1421هـ ص23
العلمانية : مفهوم العلمانية ، العلمانية : مفهوم العلمانية ، العلمانية : مفهوم العلمانية ، العلمانية : مفهوم العلمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق