النظام الطائفي : الصراعات الطائفية

النظام الطائفي : الصراعات الطائفية ، الحروب الطائفية

النظام الطائفي:
    ينطوي النظام الطائفي على توزيع الجماعات الاجتماعية في نظام للتدرج ينهض على أساس التفوق والنقص. والطائفة هي الشكل المتطرف الذي يمكن ان تتخذه جماعة المكانة. فهي في حقيقة الأمر جماعة مكانة مغلقة  تأتي العضوية اليها بالوراثة والميلاد فقط، وبالرغم من أن التمييز الطائفي يمكن تفسيره تاريخيا على أساس التمييز الاقتصادي الاجتماعي السياسي، الا أن الطائفة ومكانتها قد أضحت -في ظل هذا النظام- تحت درجة السيطرة على المصادر الاقتصاية والسياسية.
   يتسم النظام الطائفي اذن بالانغلاق ، وتتسم المكانة الطائفية بأنها لا يمكن اكتسابها بل هي تتحدد بالميلاد والميراث الاجتمعي والبيولوجي، ومن ثم يستحيل الحديث عن حراك اجتماعي بين الطوائف أو في اطار النظام الطائفي وعادة ما يكون الزواج ممنوعا بين الطوائف المختلفة ، وان حدثت حالات زواج بين شخصين ينتميان إلى مكانتين طائفتين متمايزتين فان الطفل يرث الوضع الطائفي للطرف الأدنى في العلاقة الزوجية ، ويتدعم هذا الانغلاق الطائفي من خلال التقاليد والطقوس.
    وربما كان هذا الانغلاق المتطرف ممكنا فقط اذا كان قائما على أساس الفروق العنصرية أو الشعوبية، فقد ذهب " ماكس فيبر " إلى أن الطائفة هي التنظيم المألوف الذي تشعر فيه الجماعات العرقية المختلفة بالانتماء الجماعي، انهم لا يتزاوجون من الطوائف الأخرى ولا يتفاعلون معها في  نطاق الاتصالات الضرورية للمعيشة المشتركة في منطقة معينة ، وإذا اعتبرت مجموعة من هذه المجموعات نفسها أكثر تميزا وشرفا من المجموعات الاخرى فان العلاقات الطائفية في هذه الحالة تتخذ شكلا للبناء أو التركيب الطائفي.
    ويعد التخصص الوظيفي والمهني واحدا من السمات البارزة المميزة للنظام الطائفي حيث تؤدي الطوائف الدنيا عادة الأعمال والمهن التي تعتبر أعمالا ومهنا دنيا وغير مرغوبة. وطائفة الشودرا shudra في الهند وهي أدنى الطوائف تشتغل عادة بالعمل الحرفي والزراعي وحمل المياه بينما تقوم الطوائف ابراهما brahmns بالاعمال الدينية ، وملكية الاراضي أما الكشاتريا kshatria وهي التي تلي البراهما في التنظيم التقليدي فهم ملاك أراض ومشتغلون بالزراعة أيضا، أما الطائفة الرابعة الكبرى " الفايزيا " vaisya أو مزارعو اليومان فقد تحول الكثير منهم الآن إلى العمل التجاري ، وبجانب هذه الطوائف التي تنقسم إلى مئات من المجموعات الفرعية هناك الأفراد الذين يقعون خارج الجماعات الطائفية انهم " المنبوذون " الذي يحتلون أدنى المكانات الطائفية ، وهم يشتغلون بأحقر الأعمال في المجتمع ( جمع القمامة والمخلفات الانسانية والحيوانية وما يشبه ذلك).
    وجدير بالذكر أن النظام الطائفي لا يوجد في الهند فقط فهو موجود في أماكن متعددة من العالم في شكله الجامد التقليدي أو في أشكال أخرى تقترب من النظام الطائفي وتشبهه...
   ومن الجدير بالذكر أن أشكالا مختلفة من العلاقات والتمييزات الطائفية أو المشابهة للائفية ما تزال موجودة في العالم العربي حتى اليوم ، مثيرة لأشكال متنوعة من المشكلات الاجتماعية والسياسية (لبنان على سبيل المثال).


المصدر : أسس علم الاجتماع ، لمحمود عودة (أستاذ ورئيس قسم عل الاجتماع ، كلية الآداب جامعة عين شمس  ، دار النهضة العربية ، ص 224إلى 226 ، مأخوذ من المكتبة الوقفية للكتب المصورةpdf.



الطائفية  عند العرب ، الصراعات الطائفية في المجتمع العربي  ، الحروب الطائفية العربية 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق