تقسيم العمل الاجتماعي عند دوركايم (اميل دوركايم)

تقسيم العمل الاجتماعي عند دوركايم (1899)


العمل الاجتماعي عند دوركايم 

تقسيم العمل الاجتماعي عند دوركايم (1899)
   لاحظ دوركايم في كتابه 'تقسيم العمل الاجتماعي' الذي هو عبارة عن دراسة للتضامن الاجتماعي، أن المجتمعات القديمة تتميز بوجود نوع من التضامن الآلي، والمجتمعات الأكثر تطورا تتميز بالتضامن العضوي، يعتمد التضامن الآلي على التماثل بين أعضاء المجتمع، بينما يستمد التضامن العضوي أسسه من التباين.
حين يسود التضامن الآلي، يتميز الضمير الجمعي بقوة ملحوظة، ويثير الضمير الجمعي إلى المعتقدات والعواطف العامة المشترمة بين معظم أعضاء المجتمع، والتي تشكل نسقا له طايع متميز ، ويكتسب هذا الضمير واقعا ملموسا ومستمرا في الزمن. الضمير الجمعي عند دوركايم يتخلل حياة الافراد ولكنه يكتسب مزيدا من القوة والتأثير والاستقلال حينما يحدث تماثل بين أفراد المجتمع، ولذلك يسيطر الضمير العام على عقول الأفراد وأخلاقهم في المجتمعات التقليدية ذات التضامن الآلي. ومن بين ما تتجلى فيه هذه السلطة والسيطرة، ردود الفعل التي يثيرها أي انتهاك لنظم الجماعة.
تقسيم العمل المتزايد يؤدي إلى تباين الأفراد ويعمل على ظهور الإعتماد المتبادل في المجتمع ، وهو ينعكس على العقليات والأخلاق وهنا يلاحظ دوركايم أنه كلما ازداد التضامن العضوي رسوخا، كلما قلت أهمية الضمير الجمعي، وهكذا سيبدل القانون الجنائي القائم على الجزاءات الرادعة، بقانون مدني وإداري يهدف إلى الحفاظ على حقوق الأفراد بدلا من العقوبة. يترسخ التضامن العضوي بازدياد تقدم المجتمعات، ودعمها للقيم الأخلاقية كالحرية والعدالة والتعاقد. كل هذا لا يعني أن في المجتمعات ذات التضامن العضوي، ينتفي القهر الاجتماعي بل يظل له دور أساسي.

للمزيد عنعلم الاجتماع عند دوركايم اضغط هنا

المصدر: الأستاذة حفصاوي حبيبة. "مدخل عام للسوسيولوجيا" محاضرات بكلية الآداب بأكادير 2009/2010.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق