الحروب الصليبية : الحروب الصليبية في الشرق الاسلامي

الحروب الصليبية : الحروب الصليبية في الشرق الاسلامي


معركة حطين ، الحروب الصليبية ، صلاح الدين الأيوبي ، آل زنكي ، نور الدين زنكي ، الأشرف خليل ، 

الحروب الصليبية في الشرق الاسلامي:
شن الصليبيون ما بين القرنين الحادي عشر والثامن عشر الميلاديين ، ثمان حملات عسكرية كبرى على الشرق الاسلامي، تمت على مراحل زمنية متتالية:
بدأت الحملات الصليبية بحملة عشوائية سنة 1095م /488هـ، انطلق خلالها آلاف الفلاحين الأوربيين الفقراء في اتجاه الشام وفلسطين عن طريق القسطنطينية. وكانوا أثناء مسيرتهم يقومون بكل أشكال التخريب والنهب. ووفر الإمبراطور البيزنطي أسطولا بحريا لحمل هذه الأمواج البشرية من القسطنطينة نحو سواحل الشام حتى يتجنب مرورها عبر أراضي الإمبراطورية البيزنطية. فقامت القوات التركية بالشام بسحق أغلبية هذه الجموع البشرية المهاجمة للمنطقة. وفر من بقي منهم نحو القسطنطينية في انتظار وصول الفرسان الفيوداليين.
وتمكنت الحملات الصليبية المنظمة سنة 1097م من احتلال بلاد الشام والتوغل شمال بلاد الرافدين وفلسطين بعد تجنيد الفرسان الفيوداليين لأعداد كبيرة من الفلاحين الفقراء. ولم تتمكن هذه الجموع من بلوغ مدينة القدس إلا سنة 1099م، بحكم المقاومة القوية التي وجدتها في طريقها ، وتم تقتيل وإبادة عدد كبير من المسلمين. وأقام الصليبيون بالشام وفلسطين عدة إمارات صليبية.
وتجند المسلمون للقضاء على الغزو الصليبي ، في إطار حركة الجهاد الإسلامي التي تمت على ثلاث مراحل كبرى:
-    فتميزت المرحلة الأولى منها بقيام أسرة "آل زنكي" في شمال العراق والشام، والتي تمكنت بزعامة "نور الدين زنكي" من تحرير مدينة الرها سنة 1144م، وضم دمشق 1154م، وأدى هذا التغيير في الموقف الحربي إلى اتجاه أنظار كل من نور الدين في حلب، والصليبيين في بيت المقدس إلى السيطرة على مصر.
-    وقاد صلاح الدين الأيوبي المرحلى الثانية من الجهاد ضد الصليبيين بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية في مصر وأسس الدولة الأيوبية بها سنة 1171م، وكون جبهة إسلامية موحدة بالمشرق الإسلامي تحت قيادته.
ودار الصراع مع الصليبيين وإلى غاية 1174م على أرض مصر، بينما ستصبح بلاد الشام المسرح الرئيسي لهذا الصراع في المرحلة الممتدة بين 1174مو1193م. وكانت "معركة حطين" 1187م مرحلة حاسمة في هذا الصراع، فقد حقق فيها صلاح الذين نصرا ساحقا على الصليبيين الذين فقدوا الجزء الأكبر من جيوشهم وخيرة قادتهم الذين قتلوا أو وقعوا في الأسر مثل ملك القدس.
وكانت هذه المعركة مقدمة للإنتصارات التي أسفرت عن تحرير كثير من المناطق والمدن خاصة القدس بعد أن خضعت للصليبيين زهاء قرن من الزمن، ولم يبق بحوزتهم سوى أنطاكية وطرابلس وصور وبعض المدن والقلاع الصغيرة.
وهكذا نجح صلاح الدين الأيوبي في زعزعة الوجود الصليبي بالمشرق، ولم تعد الحملات الصليبية الموالية تشكل خطرا على المشرق الاسلامي، فكانت تخفق منذ بدايتها، بحكم تجند المسلمين وتكتلهم للدفاع عن تلك البلاد.
-    واستكملت مرحلة الجهاد الاسلامي الثالثة بقيام السلطنة المملوكة بمحاربة الصليبيين. فتمكن السلطان "الظاهر بيبرس" 1277-1250م من استرجاع حصن الكرك وقيصرية ويافا وأنطاكية. وشكلت سنة 1292م، نهاية لمراحل الحروبالصليبية، حيث استرجع السلطان " الأشرف خليل " مدينة عكا آخر معقل صليبي بفلسطين. وبذلك انتهى الوجود الصليبي بالمشرق باستثناء جزيرة قبرص التي أصبحت منذئذ معقلا لبقايا الفرسان الصليبيين.
وكان من أبرز نتائج الحروب الصليبية. ذلك الإحتكاك الحضاري بين الشرق والغرب، والذي تجلت أهم مظاهره في الميادين التجارية والعلمية والأدبية والفنية.


المصدر : كتاب التاريخ للسنة الأولى من التعليم الثانوي (وزارة التربية الوطنية المغربية)، مكتبة المعارف طبعة 2002/2003م


معركة حطين ، الحروب الصليبية ، صلاح الدين الأيوبي ، آل زنكي ، نور الدين زنكي ، الأشرف خليل ، 
معركة حطين ، الحروب الصليبية ، صلاح الدين الأيوبي ، آل زنكي ، نور الدين زنكي ، الأشرف خليل ، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق