الفلسفة:
ما هي الفلسفة ؟
عند البدء في البحث عن "الجواب" وعن تحديد
للموضوع الذي تتناوله الفلسفة والطريقة التي يتم بها هذا التناول تبرز صعوبات من
صنفين:
-صنف من الصعوبات التي تترتب عن الأفكار السائدة حول
الفلسفة، وهي أفكار قد ترى في الفلسفة ثرثرة لا طائل من ورائها، أو تخصصها لا سبيل
إلى فهم لغته ومضامينه.
-أما الصنف الثاني من الصعوبات فيرجع أولا إلى أن كل فيلسوف عندما يعرف الفلسفة فإنما يعرف فلسفته
الخاصة.
· لكن رغم هذه الصعوبات
فيمكننا تعريف الفلسفة على أنها تفكير في الوجود الإنساني الفردي والجماعي ، وفي
المعرفة سواء كانت معرفة علمية أو غير علمية.
إن المعرفة الفلسفية معرفة خاصة إذن تجعل من الوجود
البشري في العالم موضوعا لها، وتحول نتائج المعارف الأخرى إلى قضايا للتفكير.
يمكن أن نتقدم في تعريف الفلسفة فنضيف بأنها تفكير نقدي
وإشكالي يتدخل في ما ينتجه الإنسان من معارف أو سلوكات اجتماعية تقنيات ليبحث في
دلالتها وقيمتها وأثرها على الإنسان. وهو تفكير يكتسي طابعا عميقا وأساسيا.
نستطيع تتبع التفكير الفلسفي في إنتاجات الفلاسفة
أنفسهم. فالفيلسوف يعرض أفكاره وخطوات تفكيره ، وينتج نصوصا ذات منطق خاص. وهنا
نلاحظ بأن أشكال التعبير الفلسفية تختلف وأحيانا تتعارض.
غير أنه رغم اختلاف أشكال التعبير بين الفلاسفة ، فإن
التفكير الفلسفي يخضع لمتطلبات وضرورات:
1- الصرامة المنطقية: لا
يتعلق الأمر في الفلسفة بطرح أفكار حرة، بل بتصورات واضحة ومتكاملة يتم التعبير
عنها في مفاهيم فلسفية تنظمها نظريات ذات مقدمات ونتائج.
2- التناول الكلي: إن
الفلسفة تتناول موضوعانها تناولا كليا، في حين يتم تناول موضوعات العلوم تناولا
جزئيا.
النظرة الشمولية: إن
الفلسفة تنظر إلى الموضوعات نظرة شمولية ، فهي لا تتناول الحالات الفردية المعزولة
في الزمان والمكان إلا بقدر ما تدل على حالات شمولية تهم الوجود برمته.المصدر: تم الاعتماد على كتاب السنة الثانية الثانوية الشعبة الأدبية "الفكر الإسلامي والفلسفة" مطبعة المعريف الجديدة ، طبعة 1997/1998
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق